اليأس .. والإحباط .. الإصابة بخيبة أمل .. مشاعر كاسرة .. تحطم مجاديف الأمل والتفأول.. وتهدم سسفينة الأحلام والطموحات .. وتغرقها في بحر الحزن بظلامه الدامس ..
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه .. فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..
وهنا تظهر شجاعة المرء ، وقوة صبره وتحمله ، وتسمو رايات طموحه الشامخة ، لتُعلن عن قدوم غد مشرق .. ومستقبل زاهر .. لطالما حلم وتمنى ان يعيش بأجمل أعوامه ، وأروع أيامه ، وأسعد لحظاته وأمتعها ..
ولكن يبقى السؤال هنا :
من منا ييأس ..؟
ومن منا لا ييأس..؟
إننا لا نستطيع رصد نسبة معينة لتحديد الإجابة بالضبط .. فالناس يختلفون في ذلك لإختلاف طبائعهم ، فهناك من يطمح في الوصول إلى مناه .. ويحاول مرة واحدة فقط ..
إن صابت معه كان بها ، وإن لم يكن كذلك فإنه يتحطم ، ويحبط ، وييأس .. ويدّعي أنه ليس ذو حظ ، وهو دائماً هكذا نصيبه في الحياة .. وليس من حقه أ، يستمتع بها كغيره..
وهناك من يحاول أكثر من مرة .. لكنه في النهاية لا ينجو من شعور سابقه .. وهنا يجب أن نذكره بالمقولة الشهيرة :
" لا حياة مع اليأس .. ولا يأس مع الحياة "
وهناك أيضاً من يحاول ويحاول ويحاول حتى ينال مناله ومراده .. وهذا هو المرء الطموح الذي يستطيع أن يعيش حياته هانئاً وسعيداً ، لأنه حقق ما كان يطمح إليه أو بعضاً منه .. بل ويطمح إلى المزيد دوماً ..
وهنا يجب أن نقول له :
اعمد إلى أقصى ما يخطر على بالك فاجعله هدفاً .. فإنك على جناح الطموح تُحمل إلى القمم ..
حيثما تريد أن تُحدد أهدافك فلا تخشى أن تطمح الوصول إلى أعلى المراتب ، فمن سنة الحياة أن تمنح كل واحد مايعتقد أنه سيناله ،
إن البعض يخاف من أن يصوّب عالياً ، ظناً منه بأن ذلك سوف يتعبه ، على أساس
" إن الطموح الكبير سوف يكلف الكثير "
غير أن المسألة ليست كذلك حتماً ، فالتاجر يتعب أقل مما يتعب الحمّال ، وصاحب المصنع يتحمّل من المشاق أقل مما يتحمله العامل فيه .. وهكذا
إن الحياة تتطلب الكد ، ولا فرق أن يكون ذلك في مجالات راقية ، أو أمور دانية .. فأنت لابد من أن تعمل لكي تنجح ، سواء كان ذلك في مرتبة عُليا أم غير ذلك .. إن من يوسع دائرة طموحه ، يستطيع أن ينجز أكثر ، من دون أن يتطلب ذلك جهداً أكثر ..
فلا مجال للتخويف من أن نطمح أقصى ما يمكن الوصول إليه ، في أي مجال كنا نعمل فيه .. فالطموح يجر الإنسان إلى الأعالي ، ويمنعه من السقوط في الوادي ..
إننا حينما نلقي نظرة على الحياة نجد أن تطورها إنما يأتي على أيدي الذين كانوا يطمحون بعيداً ، ويسعون حثيثاً لتحقيق طموحاتهم ..
فالمطامح السامية ، والغابات النبيلة هي دعامة الرقي في الأمم ..فهي التي تُكسب الحياة خصوبة ، وتبعث فيها الرونق والبهاء ، وهي أساس التقدم العلمي ، والصناعي ، والتجاري ، والثقافي ..
إن الطموح كفيل بأن يعطي الناس المغمورين مكانة سامية في الحياة ، كما انه كفيل بأن يحول الأشياء العادية إلى اشياء ذات قيمة .. والعكس بالعكس ..
فانعدام الطموح يحول الذين لهم مكانة سامية إلى أناس عاديين ويسلب القيمة من الأشياء الثمينة ..
همسة في أذن كل من طمح ثم حاول ثم فشل ثم يئس :
" لا تيأس .. وكن طموحاً "